
عند الحديث عن القيم الروحانية، فإن أول ما يتبادر إلى ذهن المرء هو الممارسات الدينية المختلفة التي يقوم بها، أو قد يذهب بأفكاره للكتب الكثيرة التي تتحدث عن أهمية ممارسة التأمل الذي يساعد المرء على أن يسافر في رحلة داخل نفسه ليتعرف بها عن قرب أكثر.
الهدف من أن يصبح المرء روحانيا، هو أن يتمكن من التعرف على حقيقة ذاته من خلال الاقتراب المتعمق من النفس، متجاوزا التركيب البدني والعاطفي، للوصول إلى حقيقة ذاته، حسبما ذكر موقع PTB.
وعلى الرغم من أن تقوية الوازع الديني والقرب من الله من أهم الوسائل التي من شأنها تقوية القيم الروحانية لدى المرء، إلا أن هناك العديد من الوسائل الأخرى لهذه المهمة، التي يمكن التعرف عليها عن طريق البحث والقراءة عن هذا الموضوع، فالذي سنركز عليه اليوم هو الفوائد التي يجنيها المرء عند تقوية القيم الروحانية لديه.
يمكن للقيم الروحانية أن تحسن العديد من جوانب حياتك على النحو الآتي:
- الانتباه والتركيز: تساعدك ممارسة التمارين الروحانية على زيادة قدرتك على التركيز والانتباه لجوهر نفسك، لكن الوصول لهذا الأمر يحتاج لتركيز شديد على عقلك وروحك، وعندما تتمكن من إتقان هذا النوع من التركيز فإنك عمليا تكون قد تمرنت على تحسين قدرتك على التركيز والانتباه لكل ما يحيط بك، سواء مع عائلتك وأصدقائك أو في عملك أو أي مكان آخر.
- الإدراك: في الوقت الذي توصف فيه التمارين الروحانية بأنها رحلة لإدراك الذات فإن تكرار هذه التمارين سيجعلك أكثر إدراكا للمواقف التي تمر بك وحتى للأشخاص الذين تتعامل معهم. فعلى سبيل المثال ستجد بأن قدرتك على استيعاب ذاتك ستمنحك القدرة على استيعاب أي مشكلة تواجهك والنظر لها من خلال جوانب متعددة وليس جانب واحد فقط.
- الإبداع: يعتبر الرسام العالمي فان جوخ لغاية الآن من أهم الرسامين في العالم، وقد كان أحد المهتمين والمتأثرين بممارسة التمارين الروحانية. فعلى الرغم من أن المنظمة البروتستانتية خذلته من خلال رفضها تجديد تعيينه لديها، إلا أنه تمكن من استخدام فنه الإبداعي للتعبير عن قيمه الروحانية. لذا فعندما تعتاد التركيز على عقلك وروحك ستجد بأن المواهب الكامنة لديك ستنطلق بأفكار إبداعية وخلاقة. وحتى لو لم تجد في نفسك الموهبة لشيء ما، فإنك بالتأكيد ستجد الأفكار المناسبة لحل المشاكل التي تصادفك بوعي وإدراك لم تعهده في نفسك من قبل.
- الانسيابية: يعتقد البعض بأن هذه المرحلة لا تأتي إلا بعد سنوات من ممارسة القيم الروحانية، لكن الواقع بأنها تأتي بمجرد أن يبدأ المرء بالمواظبة عليها. فعندما تبدأ بالشعور بأنك على علم كاف بذاتك، ستجد بأن الظروف المحيطة بك ستبدأ بالسير بانسيابية متوافقة مع درجة تصالحك مع نفسك، وبعد أن كنت تشعر بأنك في قارب صغير يصارع الأمواج ستجد بأنك في سفينة قوية تسير بك عبر أمواج البحر الهادئة بكل سهولة ويسر.
- هدوء النفس: لعل جميع من يمارسون التمارين الروحانية يهدفون لتحقيق مشاعر الهدوء والاطمئنان في أنفسهم. فالتمارين الروحانية تعلمك بأن الاطمئنان النفسي يكمن في داخلك، وهذا يجعلك تصرف النظر عن البحث عن السعادة في الأمور المادية من حولك، وبدلا من ذلك محاولة إيجادها داخل نفسك. فرحلة البحث عن السعادة هي رحلة داخلية، وعثورك عليها يجعلك تدرك بأن مصاعب الحياة وتحدياتها لا يجب أن تقلب حياتك رأسا على عقب فالكثير من الحلول متوفرة داخلك ولا تحتاج منك سوى القليل من البحث.